النصح الجليل لكل حاطب ليل..!!!!

و الصلاة و السلام على رسول الله و على آ له و صحبه ومن والاه .

إعلم رحمك الله أن الله سبحانه و تعالى قد أمر نبيه بالدعوة إليه فقال " ادع إلى سبيل

ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة " و قد حثنا نبينا عليه الصلاة و السلام بالدعوة إلى

الله فقال فيما رواه البخاري في الصحيح " بلغو عني و لو آية " و قال عليه الصلاة و

السلام فيما رواه الترمذي و ابن ماجة في السنن " نضر الله إمرء سمع مقالتي فوعاها

فأداها كما سمعها " و لا شك أن فضل الدعوة عظيم، فهي طريق الرسل عليهم الصلاة والسلام فيكفي شرفاً للداعي أن يكون نهج منهج الرسل، وسار في طريقهم

وسيدهم وإمامهم وأفضلهم وخاتمهم نبينا محمد صلى الله عليه و سلم.

و لكن الناظر في أحوال كثير منا يجدهم قد سلكوا مسلكا خاطئا في باب الدعوة إلى

الله فتجدهم قد اعتمدوا في باب الترغيب في فعل الخيرات و الأعمال الصالحات و الترهيب من المعاصي و الشهوات على كل متردية و نطيحة و ما أكل السبع فلم يجدوا

حجة ولا دليلا سوى مذياع الشوارع ورواية الساكع من أحاديث موضوعة مكذوبة او

قصص مزعومة مجهولة المصدر يظهر عليها علامات الوضع من متنها ذلك أنهم قد جهلوا

أو نسوا قوله عليه الصلاة و السلام في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري و مسلم

في صحيحيهما و الإمام أحمد في المسند و الترمذي و أبو داوود و ابن ماجة في

سننهم و صححه الألباني في السلسلة الصحيحة " من كذب علي متعمدا فليتبوأ

مقعده من النار " والأمر يزداد سوءا بإلزام كاتب المقال او مرسله للقارئ بنشر الرسالة

لأكبر عددا ممكن من القراء مع وعد له بالأجر و الثواب إذا نشرها و الإثم و العذاب إذا

أهملها و كأنه نسي أو جهل قوله عليه الصلاة و السلام في الحديث الصحيح الذي رواه

مسلم في صحيحه و أبو داوود في السنن " كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع "

و أنا لا أشك في حسن نياتهم أو مقاصدهم و لكن كما قال بن مسعود رضي الله عنه كم من مريد للخير لم يصبه.

روى الإمام مسلم في مقدمة صحيحه بإسناده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال

رسول الله صلى الله عليه وسلم " يكون في آخر الأيام دجالون كذابون يأتونكم من

الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم و لا آبائكم، فإياكم وإياهم، لا يضلونكم و لا يفتنونكم"

فالإسناد خصيصة هذه الأمة و ليست لغيرها من الأمم السابقة، فهو الأساس الذي يرتكز عليه العلماء.

أخرج بن حبان في المجروحين عن سفيان الثوري أنه قال " الإسناد سلاح المؤمن، فإذا

لم يكن معه سلاح فبأي شيء يقاتل". لذلك يجب على المسلم التثبت و عدم نشر

الرسائل و القصص و الأحاديث قبل التأكد من مصدرها و التحقق من صحة الأحاديث

فليس هناك ما يدعو لترغيب الناس في أي عمل صالح استنادا على قصص مكذوبة و

أحاديث موضوعة لا أصل لها. روى مسلم في مقدمة صحيحه بإسناده عن أبي إسحاق

بن إبراهيم بن عيسى الطائفي قال : قلت لعبدالله بن المبارك : يا أبا عبد الرحمن

الحديث الذي جاء : إن من البر أن تصلي لأبويك مع صلاتك، و تصوم لهما مع صومك،

قال : فقال عبدالله: يا أبا إسحاق عمن هذا ؟ قال: قلت له: هذا حديث شهاب بن

خراش، فقال : ثقة، عمن؟ قال: قلت: عن الحجاج بن دينار، قال: ثقة، عمن؟ قال: قلت:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: يا أبا إسحاق، إن بين الحجاج بن دينار و بين النبي صلى الله عليه وسلم مفاوز تنقطع فيها أعناق المطى و لكن ليس في

الصدقة اختلاف".

أي أن الحديث لا يحتج به، و لكن من أراد بر والديه فليتصدق عنهما، كما ثبت في الحديث الصحيح.

فينبغي علينا أن نكتفي بما ثبت عندنا من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة

مع الأقوال و الآثار الثابتة عن سلف الأمة و علمائها و لا بأس بذكر من خرج الحديث أو من صححه لتعم به الفائدة.

و أختم بما رواه الإمام مسلم في مقدمة صحيحه بإسناده عن عبدالله بن عثمان قال

سمعت عبد الله بن المبارك يقول "الإسناد من الدين و لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء". هذا و الله أعلم و أعلى و أحكم.

اللهم أعلي كلمتك و أعز دينك و صلي اللهم على محمد و على آله و صحبه و سلم.

النصح الجليل لكل حاطب ليل..!!!!