‹:› قصة ...وامرأة..من تكون..‹:›

‹:› قصة ...وامرأة..من تكون..‹:›

يلزمني سكرتيرة لأحزاني ...

سأتزوج بالمرأة التي تطبع دموعي، وتصف الحروف، وتنضد الكلمات على أناملها
وتصحح أخطائي اللغوية.
ببساطة يلزمني امرأة تأخد بيد مخطوطتي إلى المطبعة حيث يخرج ديواني بكامل أناقته
وينتشر اسمي على ألاف النسخ، وصورتي على ألاف الأغلفة
لا أجيد الطباعة على الكمبيوتر، ومازلت منحازا إلى القلم كصديق وفي
ولكنني اكتشفت أنني أملك ألاف الأوراق المبعثرة هنا وهناك ولا ملف يجمعها

في تلك اللحظة فكرت في امرأة ما.
امرأة ..تؤرشفني، تنظمني، تفهرسني، تجمعني، تلملمني..

عندها لاحت له فكرة الزواج بسكرتيرة نشيطة تلم أوراقه المتناثرة
وماإن عثر شاعرنا على مبتغاه حتى تزوج أول سكرتيرة تعرف إليها من دار نشر
وأنجبا أول ولد ولكنه بعد مرور سنتين على وصول إبنه

صرخ ؟؟أريد امرآة تعشقني كأنني ولدها الوحيد

وقال لزوجته السكرتيرة، ماأرغبه كائنة ترعاني وترعى أطفالي من الكتب التي تولد كل سنة
وأنتي منشغلة فقط بطفلك، ألا تلاحظين أن موهبتي راحت تضمحل؟ من يسهر علي؟
ماأريده ممرضة ..
وابتسم له الحظ حين أبصر الممرضة وهي تشك الإبرة في شريان صدقه في إحدى المستشفيات
تلك الشكة الحنونة، أشعرته بوخزة الحب

طلق السكرتيرة...تزوج الممرضة

عسى ولعل أن تكون شافية لأوجاعه، مهدئة لأعصابه
شاعرنا غير المحظوظ انقلبت حياته رأسا على عقب، والزوجة الممرضة صارت مرضا
وصرخ؟؟ هذا الزواج صداع نصفي يلازمني ...
تزوجتك لتسهري على راحتي، لا لتتحولي إلى حفارة قبور
وأردف الشاعر : ماأحتاج إليه امرأة تفهم روحي، وليس جسدي..
ماأحتاجه قمر ابيض وليس حبة أسبرين

في تلك اللحظات من الشجار، دق الباب...
إنها اللغوية....صديقة الممرضة..

جلست حاورت، تحدثت، دوخت شاعرنا وسحرته..
في تلك اللحظة استأذن زوجته، ومشى صوب اللغوية وطلب يدها للزواج..
فوافقت بالفصحى وقالت نعم..
وقالت لهما الممرضة...
أتمنى لكما مبتدأ..وخبرا...ونهاية سعيدة

وهكذا وجد شاعرنا ملاذه ومبتغاه في اللغة
وليس هناك أجمل من الإقتران باللغة......